الثلاثاء، 26 مايو 2009

سيناريو تلبيس العمم

عود من جديد , شهران مرا على مرور الدهر , افتقدت مدونتى ومدونات الاصدقاء
وبالرغم من حالةالانشغال الغير عادية فى الفترةالقصيرة الماضية الا ان هذا لم يمنعنى من ا لمرور لدقائق على بعض المدونات التى اتابعها بشغف دائم.
احداث كثيرة وتعليقات مثيرة ربما فاتنى الكثيرولكنى فى الفترة المقبلة سأعكف على تحصيل ما فاتنى من الناحية المعلوماتية على الاقل .
ولكنى سأبدأ فى مدونة اليوم بحدث الموسم وهوقرار المحكمةالجنائية بأحالةاوراق هشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى فى القضية الاشهر هذه الايام الى فضيلة مفتى الديار المصرية وهو القرار الذى يعده البعض سابقة وقرار صادم لا كثر المتشائمين للمتهمين فى هذه القضية ربما لثقل احدهما السياسى والمالى ( هشام طلعت مصطفى ) ودرجة قرابته من اسرة مبارك خان - صلة نسب لاسرة ثابت , اسرة سيدة مصر الاولى سوزان مبارك - وعليه فقد كان التوقع الاكثر قربا لواقعنا العبثى هو الحكم بالبراءة لهشام والحكم المخفف لمحسن خصوصا اذا علمنا ان محامى هشام طلعت مصطفى هو فريد الديب المحامى المعروف باسم الحاوى او الثعلب فى دنيا المحاماة والمشهور عنه قدرته على قلب اوضح الحقائق وابسطها لصالح موكليه .ربما كان القرار مفاجىء بعد سلسلة من قضايا الرأى العام الجماهيرية وخروج الجناة منها كما الشعرة من العجين كما نقول بالمصرى

فى يوليو من العام الماضى عثر على جثة المطربة شبه المعروفة سوزان تميم مقتولة فى شقتها فى احد البنايات المعروفة بدبى , بعد ذلك بفترة قصيرة جدا تم القبض على محسن السكرى المتهم الاول بالقضية من قبل الانتربول الذى اكد ضابطه المصرى ان محسن السكرى ادلى باعتراف تفصيلى له بوقائع الجريمة , الا ان الضابط لم يسجل هذا الاعتراف فى تحقيق رسمى بعد اتصال بعض الجهات رفيعة المستوى به مطالبة له بعدم تسجيل الاعتراف رسميا . بعد ذلك ظهر اسم هشام طلعت مصطفى فى القضية كمحرض ومهيىء للجريمة , وجاء الرجل من الخارج على التلفزيون المصرى فى برنامج البيت بيتك نافيا اى علاقة بينه وبين هذه الجريمة ومؤكدا ان الامر ما هو الا مؤامرة حيكت ضده من قبل خصومه . ثم كان قرار النائب العام بالقبض على هشام طلعت مصطفى كمتهم ثانى فى القضية , وبعد جلستين او ثلاث قرر قاضى المحكمة - المحمدى قنصوة - المعروف عنه حياديته الشديدة بوقف النشر من اى نوع فى القضية بعد توزيع احد المحامين كتيب على الحضور فى المحكمة اسمه ( براءة هشام من دم سوزان ) وكان قرار سديدا .ثم كان الحكم تقريبا بعد مرور عام من الجريمة وهو احالة اوراق القضية الى المفتى .

هشام طلعت مصطفى نجل رجل الاعمال طلعت مصطفى ورئيس مجلس ادارة مجموعة طلعت مصطفى - بناة المستقبل - تقدر ثروة مجموعته بما يزيد عن 15 مليار جنية , وهو صاحب مشروع مدينة الرحاب والتى ما يزيد عن مليونى متر مربع بقسميها الاول والثانى . وهو صاحب مشروع مدينتى والتى تبنى علىمساحة تقدرب 33 مليون متر مربع - وهومشروع شديد الضخامة يظهر ثقل الرجل المالى والسياسى من حيث الحصول على هذه المساحة المهولة بتراب الفلوس كما يقولون . وهو صاحب مدينة الربوة وفنادق الفور سيزونز وفندق النيل بلازا وصاحب لؤلؤة الاسكندرية وسان ستيفانو .اذا نحن نتحدث عن رجل من العيار الثقيل جدا نفوذا ومالا ونسبا. نتحدث عن كيان اقتصادى كبير ليس من السهل القضاء عليه و مشهود له بالذكاء الشديد . والرجل مشهود له ايضا بذل الخير وله ايادى كثيرة على الناس خصوصا فى الاسكندرية كما سمعنا - ليس لدى دليل على هذه الناحية الا بعض الاراء التى سمعتها من بعض الاسكندرانية ولكنى لم ارى شيئا من ذلك رأى العين -

ولست بصدد تقرير معلوماتى عن ثروة الرجل وانما احببت ان اوضح ثقل الرجل المالى ونفوذه السياسى فهو عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى ويستطيع اى قارىء ان يستزيد ببحث قصير على الانترنت .

للبارودى بيت شعر جميل يقول
ولست بعلام الغيوب وانما أرى بلحاظ الرأى ما هو واقع

وانى ادعى انى ارىبلحاظ الرأى ما سوف يحدث فى هذه القضية الان بعد هذا الحكم المبدىء.ولى فى ذلك اسباب وتصورات احببت ان اسردها عليكم
* الجريمة تمت فى دبى والمحاكمة تمت فى مصر .......... لماذا ؟
*لم يسجل ضابط الانتربول الاعترافات الاولية لمحسن السكرى تسجيلا رسميا .....لماذا؟
*لماذا تم الكشف عن هذه الجريمة بعد تهديد هشام طلعت مصطفى لاحمد عز امبراطور الحديد باستيراد الحديد اللازم لمشروع مدينتى اذا لم يخفض عز سعر الحديد فى الازمة المشهورة العام الماضى ؟
*لماذا تشعر ان داماك العقارية وهى شركة امارتية ترنو الى اقامة مشاريع فى مصر, قد شمت نفسها بعد القبض على هشام ؟ لاحظ ان الجريمة فى دبى والشركة امارتية
* لماذا اختفى الرقم التسلسلى للبدلة الرياضية التى ضبط بها محسن السكرى واثبتت فى تحقيقات النيابة فى دبى ؟ لاحظ ان فريد الديب طالب المحكمة بمعاينة الرقم التسلسلى بالذات بعد انصراف الطبيبةالشرعية بدقائق , وبعد المعاينة ثبت للقاضى ان الرقم مفقود .
* اسندت القضية لقاضى معروف عنه تطبيقه الشديد للقانون وقراراته الغير مهتمة بحيثية المتهم ...........لماذا؟
والان اليكم بما اراه سيناريو تلبيس العمم فى القضية :
حرض هشام محسن على قتل سوزان وسهل له الاجراءات وكان هشام يشعر فى قرارة نفسه ان الامور ستسير بشكل طبيعى فما اكثر الفنانات اللائى اغتيلن ولم يعثر على الجناة , وهو واضح من الثقة التى اقدم فيها محسن على جريمته- كان يعلم بأمر الكاميرات فى البناية والطرق المؤدية لشقة القتيلة - فهو ضابط امن دولة مدرب ومشهود له بالذكاء والحيطة الامنية . وكأن محسن السكرى قد ذهب الى عم ابراهيم البقال كى يشترى علبة سوبر , بنفس البساطة تقريبا وهو يدلل على حالةالثقة بأن الموضوع بسيط وانه ناج.
.تمت الجريمة ولكن هناك اطراف اخرى رأت انه من الانسب الكشف عنها كوسيلةمن الضغط والالهاء والاقصاء لهشام طلعت مصطفى , قد يكون رجال اعمال عرب , قد تكون داماك العقارية , قد يكون احمد عز , قد تكون اى جهة لها مصلحة فى الكشف عن هذه الجريمة,مثل الانهيار فى سعر اسهم مجموعة طلعت مصطفى ومحاولة الاستيلاء على السوق العقارى فى مصر وهو انشط سوق فى الوقت الحالى .فالرجل كان يقف حجر عثرة فى وجه الشركات الميليارية الاخرى فى هذا المجال .
علم النظام من طلعت مصطفى انه متورط بالفعل فى هذه القضية وهنا بدأ بحبك السيناريو
بجعل المحاكمة تتم فى مصر وهذه خطوة اولى , ففى مصر يسهل عليهم السيطرة على الامور .
واجه صانعو السيناريو مشكلتان وهما المصداقية والجانب الدولى فىالقضية - القتيلة لبنانية والقتلة مصريين والجريمة فى دبى وزوج القتيلة الاول عراقى والمحاولة الاولى للجريمة تمت فى لندن , يعنى بأختصار العين علينا .
عالج النظام المشكلتين بضربه واحده وهى اسناد القضية لقاضى نزيه لا يعرف امه وانما يطبق القانون وذلك بعد تأكيد مبارك خان ان لا احد فوق القانون وايضا بعد قرار النائب العام بأحالة هشام للمحاكمة . اذا تعليق مبارك على الموضوع اوحى للمتابعين فى الخارج ان الامر سيكون بعيدا عن الكوسة, ثم شخص القاضى النزيه .
تمت المحاكمة فى نزاهة حقيقة من قبل القاضى على اغلب الظن وهو بهذا الحكم يزيل عن تفكير المتابعين الخارجيين والداخليين اى تصور للكوسة ومشتقاتها , وهب الجميع يتبارون فى مديح القضاء المصرى النزيه واصبح الكل على ثقة تامة ان هشام سيلقى جزاءه العادل .
مازلنا فى السيناريو وقراءة ما بين السطور ....
بعد النطق بالحكم المؤكد لقرار مفتى الجمهورية بالاعدام فى اغلب الظن سيتم النقض , ومن المعروف ان النقض هو محاكمة الحكم السابق وليس للبحث فى صلب القضية , اى ان قاضى النقض يبحث فى جزئية واحدة وهو هل طبق قاضى المحاكمة القانون ولم يتغافل عن اى ادلة من ادلة الدفاع ؟ وهنا يظهر دور ما فعله المحامى فريد الديب بدءأ من اختفاء الرقم التسلسلى للبدلة الرياضية ووصولا بالتشكيك من الادلة المقدمة من الطب الشرعى فى دبى , مرورا بعدم تسجيل ضابط الانتربول لاعترافات الاولية لمحسن السكرى ونفيه القاطع للجريمة
يصبح الطريق ممهد الان اما للبراءة للمتهمين واما البراءة لهشام فقط والحكم المخفف لمحسن .
هذا هوما سيحدث يا سادة وما ممدوح اسماعيل منكم ببعيد .
وهى دى مصر يا رجالة ..........
وحيد جهنم