يحكى انه فى قرية منسية من قرى مصر , والزمان غير معروف , كان يعيش طفل فى الحادية عشر من عمره , ابواه من بسطاء القرية , من اولئك الذين يؤثرون السلامة على كل شيىء , لا يهمهم ما سيكون بعد عام او شهر او حتى اسبوع , الاهم عندهم ان يمر يومهم بسلام .
يذهب الطفل كل يوم لمدرسته شأنه شأن ابناء القرية , محبا لها يوما , وكارها لها ايام . وهناك فى مدرسة القرية قد يحدث ان يتقابل ابناء العامة بابناء الخاصة على استحياء , لكن المقامات محفوظة , وكل يعرف حده وطريقه , لا ترتفع العين عن الحاجب وان ارتفعت فالامر لا يسلم من اخماد ثورة العيون لصالح الحاجب .
الا انه فى يوم اسود من قرن الخروب المتعاص بنيلة كوحلى تصادم الطفل المسكين بأبن عمدة القرية الاهبل . لا ندرى سبب الاحتكاك ولا احد يدرى سببه ايضا كل ما هنالك ان الطفل ذو الحادية عشر فتح دماغ الوله ابن العمدة ورسم فى ام رأسه خريطة لشبه جزيرة سيناء . وهاتك يا طيران على البيت وكأنه عداء اوليمبى محترف فوصل فى زمن قياسى للبيت .
مالك ياوله . فى ايه يا ابن العبيطة . ياض كالك قطر قول فى ايه ........ وما الى ذلك من الاستفسارات التى سمعها الطفل المسكين ولم يدرك حتى من قالها . كان الغلبان يدرك فداحة جرمه. لقد فتح دماغ ابن العمدة , هو يعلم القانون التعاقدى جيدا ولطالما لقنه ابوه اياه . العين ان ارتفعت عن الحاجب او حتى تساوت فى الارتفاع فلابد من اخماد الثورة - ثورة العين طبعا - وعليه لابد ان يتحمل ما سيحدث له من ابواه اولا ثم من طوب الارض ثانيا . يعلم ذلك جيدا . الا انه وهو يضرب ابن العمدة شعر بسعادة لطالما تمنى هذا من قبل . وبينما هو يعالج راس ابن العمدة بمهارة الجراحين العظام حدثته نفسه الامارة بالسوء انه من الممكن ومن الجائز ان يحميه ابواه من جراء فعلته . ولعل حديث النفس هذا ما جعل الطفل يهرع للبيت بعد جريمته .
واتى الجمع لبيت الطفل
, منظر يخض صحيح
, كل ده عشان واد اهبل ضربه الطفل وفتح دماغه
, خناقة عيال فى الاول وفى الاخر
.المهم كان لا بد من القصاص العادل والمرضى لاكثر القلوب ظلما امعانا فى العدل . وكان الجزاء الذى تفطق به اذهان عقلاء القرية هو ان يفتح ابن العمدة دماغ الطفل ابن الفلاحين . وهنا نظر الطفل المسكين لابواه اللى بالطبع ايدا وجهة نظر حكماء القرية الاغبياء وايقن انه غير ناج وان الجمع هايطلع عين اللى خلفوه فى معركة غير متكافئة لو اعترض هو او اهله .
وهنا اطلق الطفل لساقيه الرياح مرة اخرى وهرب ولكنه قبل ان يهرب بصق على الحاضرين بكل ما فى فمه من لعاب . بما فيهم ابواه وعائلته وعندما هرب منهم ووصل على اول الطريق الزراعى اعتلى شجرة ووقف ينتظر من يطاردونه .
وفجاء خلع سروله وظل يتبول عليهم بسعادة غريبة وكانه يأكل لحما فى عيد الاضحى .
واستعجب الحاضرين من كم المياة التى ضختها مثانة الطفل الصغير وقوتها ومن دقة تصويب بوله على حكماء القرية وزعمائها بدءا من العمدة الى اصغر خفير مرورا بشيخ البلد وامام المسجد واعيانها حتى عائلة الطفل لم تسلم من مدفعه الرشاش .
وعندما انتهى من وصلته المائية الممتعة , ألقى بنفسه من الشجرة الى الارض ..... وقبل ان يلفظ انفاسه سمعوه يقول كلام .................................
تفتكر الولد قال ايه ؟
هناك 4 تعليقات:
عزيزي وحيد جهنم
أكثر ما أعجبنى في هذه القصة أنه من الممكن حملها على ما هى عليه وايضا يمكن حملها بمعنى رمزى والاكثر من ذلك , انه كلما كلما وصلت الى مغزى او رمز للقصة يتراءى لك رمز آخر ومعنى آ خر ومن هنا تتجلى روعتها .
أما بالنسبة لما قاله الصبى فانا أعتقد انه سبهم وسب ابائهم وقانونهم لانهم كانو السبب الرئيسي فيما اصابه من جفاف !!
تحياتي
مشكور عزيزى سما على مرورك وكلماتك الجميلة
لكن للاسف يا صديقى ليس هذا ما قاله الصبى فما قاله الصبى اخطر من هذا بكثير
وهل كان بحاجة لقول أي شىء أخر؟
بعد فصاحة فعله أرى كل الكلمات فقيرة
وصلت وعلمت
شكرا وتحياتي
العزيز ياسر / تحياتى لك
مشكور على مرورك للحكاية , ربما يكون الفعل ابلغ من مئات القصائد والمقالات والكتب .
تحياتى واحتراماتى ومودتى لك
واعتذار عن تأخرى فى الرد على تعليقك
إرسال تعليق