الثلاثاء، 23 يونيو 2009

المعاق والمختلف 2 ( نظرة فى فيلم باب الحديد )

فى تاريخ السينما المصرية لم نشهد معالجة سينمائية جادة تناقش وتتناول بشيىء من الموضوعية والحس الراقى للأزمة الوجودية التى يعانيها المعاق سوى فى يتيمة يوسف شاهين عالمية المستوى ( باب الحديد ) . ربما ظهرت محاولات عن استحياء تتناول نظرة المجتمع لهذه الفئة وبالطبع أكتنفت هذه المحاولات سحب السطحية والركاكة الفنية ولم تتناول من بعيد او من قريب نظرة المختلف فى طوره الأول لهذا المجتمع ومحاولاته الدائمة للحاق بقطيع الاغيار وطرق تواصله مع الاغيار ومع ألم المعاناة .
أذكر على سبيل المثال لا الحصر فيلم ( الخرساء ) الذى جاء فى اطار بوليسى ولم يقترب من جوهر المعاناة , وفيلم أخر لنور الشريف أسمه ( الصرخة ) , بمناسبة هذا الفيلم والذى يتشابه فى الاسم مع فيلم الرعب الهوليودى الشهير , حينما شاهدته أول مرة كنت أضحك كلما ظهر نور الشريف على شاشة السينما بمظهره الأشبه بعبيط القرية فى روايات خيرى شلبى , فاغرا فاه وكأنه متخلف وليس مختلف وكأن صناع الفيلم قد تأثروا بنفس النظرة المجتمعية تجاه المختلف واعتباره ذو نقيصة عقلية .
والفيلم كان من السطحية التى تجعلك تعتقد فى استحالة أن تجد أحدا من الأ غيار قادرا على فهم طبيعة المختلف بنفس طريقة يوسف شاهين .



(باب الحديد ) من الأفلام التى أثرت فى عينى ونفسى تأثيرا لم أدركه الا حينما استوعب ضميرى وعقلى كنه هذه الحالة الفريدة من التأرجح بين سواء مأمول فى عقل وروح المختلف و أعاقة جبرية يتعامل الأخرين معه على أساسها . وهى حالة أكاد اجزم أنها أكتنفت بل وعصفت نفس كل مختلف بغض النظر عن طبيعة وشكل اختلافه أو بالأحرى اعاقته . وهى حالة أيضا ليس من السهل على عالم السواء فهمها وتفهمها واستيعابها بالشكل الجيد ,فألم المعاناة فى رائى خير وسيلة لتفهم جوهر المعاناة وأسبابها .


حين عرض الفيلم أول مرة فى دار عرض سينمائى حطم رواد السينما أبوابها وكراسيها غضبا وسخطا على صناع الفيلم ومسئولى السينما الذى أغروا بهم وجعلوهم ينفقون قروشهم لمشاهدة فيلم لا تزيد مدته لا تزيد عن الخمس وستون دقيقة على الأكثر - على الرغم من ذلك تشعر انك تشاهد فيلم طويل لكثافته وثقل دلالاته وسرعة أحداثه . ربما لم يكن المجتمع وقتها قابل لتلقى قضايا مثل قضية المختلف . الفيلم أنتاج 1958 أخراج وبطولة يوسف شاهين فى دور( قناوى) بائع الجرائد , فريد شوقى فى دور ( أبو سريع ) , هند رستم فى دور ( هنومة ) , حسن البارودى فى دور ( عم مدبولى ) صاحب كشك الجرائد وراوى الفيلم .
الفيلم تدور أحداثه خلال يوم واحد فقط , من الصباح الى المساء فى محطة مصر للسكك الحديد او باب الحديد كما كان يطلقه عليها آباءنا وقتها , بكل ما يحمله موقع تصوير ضخم كهذا من دلالات كثيرة أهمها من وحهة نظرى رمزية المحطة الى التواصل والاتصال مع الناس فى المجتمع المصرى وقتها , والمحطة هى الاضخم فى البلاد مما يرمز الى المجتمع ككل بكل أطيافه وطبقاته وفئاته , والمحطة تحمل فى داخلها عالم حديدى من قطارات وقضبان والآلات حديدية توحى بقسوة البيئة فى هذا الموقع , والايحاء بأقتراب الموعد والتسارع قدمته كاميرا شاهين ببراعة عبر شوطات قصيرة زمنيا لقطارات تغادر وتأتى طيلة الفيلم ناجحا فى خلق حالة من التوتر والقلق تسربت بسهولة الى عين المشاهد.


شخصية المعاق - وهنا أصر على استخدام لفظة معاق لان قناوى فى باب الحديد كان معاقا ولم يكن مختلفا - أداها يوسف شاهين بصورة اكثر من رائعة يستحق فى رائى المتواضع جائزة الأوسكار لأحسن ممثل عن جدارة , أداء يضعه أمام الرائع ( آل باتشينو ) فى رائعته scent of a woman أحد أهم أدوار ( آل باتشينو ) وأكثرها كثافة . شاهين أدى دور المعاق الذى يعانى من عرج رجله اليمنى نتيجة لأعوجاج فيها ونكاد نرى هذا الأعوجاج واضحا فى احد الشوطات الطويلة وهو يسير مكافحا قضبان القطار ومتأرجحا كى تميل كتفه اليمنى - ببراعة وبدون تكلف زائد - لأسفل حين تدوس قدمه اليمنى على الارض . حتى فى بعض مشاهد الجرى والتى من الممكن ان يتغير تكنيك مشية الممثل فيها دون قصد تلاحظ محافظة شاهين على هذه النقطة وهى أن تميل الكتف لأسفل فى نفس توقيت استقرار القدم على الأرض بدون تكلف وعلى نحو ثابت تقريبا طوال المشاهد التى نرى فيها قناوى يسير . هذا بالنسبة للأداء الحركى للشخصية الأساسية فى الفيلم والذى بهرنى ومازال يبهرنى كلما شاهدت هذا العمل .


بالنسبة للأداء الصوتى لشاهين , كان ادائه ممتاز يظهر اضطراب الروح والمحاولات اليائسة للحاق بقطيع الأغيار عبر جسر هنومة وهو الجسر الذى رأى فيه انتمائه لدنيا السواء . وبعد محاولة قتل (حلاوتهم ) احدى زميلات (هنومة ) نلحظ أختلاف الأداء الصوتى لقناوى على نحو اكثر من رائع , كلمات غير مكتملة , مبتورة , بتناغم مختلف ووقفات صمت فى العبارات التى يقولها تشعرك بمدى الصراع النفسى فى الشخصية وبدون أن تحس للحظة واحدة بأدنى ملل او رتابة . وفى ضحكاته القليلة طوال هذا الفيلم نستطيع أن ترصد ثلاث ضحكات مختلفة الأداء , كل ضحكة كانت مقياسا لحالة شعورية مختلفة عن الأخرى .
الأولى بعد حواره مع طلبة - وهو الحوار الذى يصدم المشاهد ويواجهه بالطريقة التى يتواصل فيها المجتمع مع المعاق - نراه يضحك بشيىء من العبث ثم تنتهى الضحكة بوجوم واكتئاب ظاهر ونظرة شديدة الحساسية والاضطراب .
الثانية مع هنومة فى مشهد النافورة بعد عرضه عليها الزواج وطرحه لحلم المنزل , وهى ضحكة تكاد اشبه بالضحكات الهيسترية .
الثالثة فى أخر احداث الفيلم مع ( هنومة ) فى القطار قبيل محاولته قتلها .
الشيىء الوحيد الذى أعتبره سلبا فى أداء شاهين لشخصية قناوى هو اللهجة الصعيدى المميزة وتجاهله لها طوال الفيلم اللهم الا فى مشهد النافورة مع هومة قال ( ان باتكلم جد ) بتعطيش الجيم كعادة اهل الصعيد فى نطقها , وتسخر منه هنومة معلقة ( داد ) .
قناوى من قنا وصعيدى كما يخبرنا بذلك راوى الفيلم عم مدبولى فى أول الفيلم . ولا أعلم ما الداعى ان يتكلم قناوى باللهجة القاهرية طوال الفيلم .


أختيار فريد شوقى - محدود الموهبة - جاء مناسبا للدور تماما نظرا للشكل الخارجى الموحى بالقوة والعنفوان وهو ما أراد صانعو الفيلم التأكيد عليه بمشاهد تبرز قوته وعافيته ,كحمل الحقائب وانقاذ زميل له وقعت عليه حمولته فيحملها عنه بيسر , وفى صراعه مع رابطة المعلم ابو جابر فى أخر الفيلم . وكان التضاد الواضح بين شخصية قناوى النحيفة الزائغة النظرات والمتذبذبة الصوت وبين شخصية ابو سريع له عامل كبير فى ابراز استحالة بلوغ المأمول وعبور جسر هنومة لعالم السواء . وأداء فريد شوقى كان بسيطا جدا , شخص قوى ذكورى الاتجاه قيادى يأمل فى تكوين رابطة او نقابة للشيالين وهو ما يجعلنا نشعر ان العمل المجتمعى حكرا على هذا النموذج من الأغيار.

أختيار هند رستم لدور هنومة جاء جيدا كشكل خارجى وان كان أداءها نمطيا ومعتادا فى بعض المشاهد فانت تشعر انك فى كثير من المشاهد انك امام هند رستم المعتادة فى افلامها السابقة وليس امام هنومة بائعة المياة الغازية .

حسن البارودى كان أكثر من رائع فى جميع مشاهده القليلة فى الفيلم فقد استطاع أن يسرق أذن المشاهد قبل عيناه بأداء صوتى مميز جدا


الملابس فى الفيلم كانت مميزة جدا وغير متكلفة الا فى شخصية أبو سريع حيث ظهر فى زى مختلف تماما عن زى الشيالين وهو ما يجعلك تشعر بأختلاف الشخصية عن باقى الشيالين .

فى الفيلم خط درامى مواز أخر لفتاة وحبيبها تنتهى برحيل الفتى عنها بعيد فى أشارة الى تشابه النهايتان وهو عدم تلاقى الاحبة وفشل القصتان وينتهى الفيلم بصورة الفتاة الدامعة وفى الخلف أبو سريع يحمل هنومة بعد انقاذه لها من يد قناوى وصورة قطار ينطلق مسرعا خارج المحطة .

فى الجزء الآتى من التدوينة سأتناول بعض لنقاط محاول ان احلل بها الشخصية الأساسية للفيلم :

معاملة الأغيار للصورة المكروهة من المعاق :
وهى الصورة او الشخص الذى يعتبره المعاق خياليا غير موجود ويتعامى عنه متناسيا بذلك اعاقته او محاولا ان يتناساها وقد سبق ان اشرت لهذا الشخص فى التدوينة السابقة . تابع مع هذا الحوار من اصل السيناريو والحوار
طلبة : عقبالك يا عروجة
لقطة متوسطة لرجل قناوى وهى تهتز ويسحبها ببطء بينما يستمر الصوت من خارج الكادر
عم مدبولى : وبعدين يا طلبة
طلبة : ياعم اهو كلام انت بالك زى ده هيتجوز
عم مدبولى : يتجوز قوى ما يتجوزيش ليه
لقطة قريبة لقناوى يرفع وجهه وينظر من خلف زجاج الكشك وينظر للكاميرا والصوت مستمر ( وتظهر عينى قناوى من خلال تأثير الزجاج كبيرة وجاحظة وغير واضحة وتزداد جحوظا )
طلبة : غيرش بقى لما يلاقى واحدة خرج بيت ولا عرجه زيه
عم مدبولى : حرام عليك يا طلبة يا راجل خف عنه شوية
طلبة : ياعم هو ده بيهمه
عم مدبولى : لا يهمه قوى ربنا يعلم باللى هو فيه الكلمة دى بتوجعه قوى اذا كان ليا خاطر عندك بلاش تقولها له يابنى
الطفل : اه أصله بيزعل أنا عارف كده

نلاحظ هنا أمران هو تعددية الأخر فى تعامله مع قناوى فحينما كان يشفق عليه عم مدبولى وتظهر علامات التأثر على أبوسريع كان طلبة يضع امامه صورة المعاق ذو النقيصة والذى لا يستحق الزواج مثله مثل باقى البشر امام عين قناوى بصورة فجة , ويحدد مصيره بطريقة الوصى حينما يقول ان كان يريد الزواج فليجد واحدة خرج بيت او عرجه مثله .
والأمر الأخر رد فعل قناوى بحركة طبيعية وهو يدارى رجله المصابة او عاره الذى يتعامى عنه . ثم يرسل قناوى رسالة واضحة لعالم الأغيار المحيط به لا يفهمونها ويقابلونها بالضحك فى الحوار التالى :

قناوى : طلبة
طلبة : ايوه
قناوى : يعنى لازم تكون عرجة ؟
طلبة : ماجمع الا ما وفق
قناوى : واذا كانت عورة ما تنفعش
طلبة : تنفع اوى
قناوى : طب ما تجوزنى اختك بقى
( يضحكون )

يضحك قناوى ولكنه سرعان ما يتجهم وجهه فلم يفهم الأغيار ماأراد ان يقوله لهم
أان يقول أن الامر أسهل مما تتصورون وأن اقرب المحيطين لكم معرض للأعاقة ما قد تكون أنت او أخوك او أختك . أراد أن يقول ماذا سيكون موقفكم لو كنتم او أحد المقربين لكم فى موقفى هذا . ولكن تذهب الرسالة فى دخان سيجارة طلبة

مشهد اخر يبرز كيفية تعامل الاغيار مع الصورة المشوهة للمعاق فبعد ان تكتشف هنومة وجود قناوى فى كوخها يدور هذا حوار بينهما يحاول فيه قناوى التواصل مع هنومة مستصرخا اياها ان فقط تدعه يقبل يداها فيهرب قناوى من الكوخ ليحدث اشد المشاهد قسوة فى رأى فى الفيلم
هنومة : طب وشرف امى لاقول لأبوسريع يربيك يا قليل الادب يا عروجة انتو شايفين شاهدين
حلاوتهم : وراه يا عيال بالطوب
الأولاد : يالا يا احمد
يقذفونه بالطوب فتصيبه احداها وتسيل دمه ويتأوه

نقطة اخرى فى الأطار العام للفيلم وهى محورية فكرة الجنس فى شخصية المعاق وهو موضوع قد يسبب التباسا كبيرا على من يشاهد الفيلم دون أدراك لمعنى رغبة المعاق للجنس
فى الفيلم يفاجأنا عم مدبولى انه أكتشف ان قناوى شخص محروم وتدور الكامير فى أرجاء غرفته مركزة على كم هائل من صور فتيات شبه عرايا فنعلم ان قناوى محروم جنسيا وأن وجود هذا الكم من الصور العارية يشير على وجود تشوه نفسى كبير جراء حرمانه من حق طبيعى لكل انسان .
عندما نشرت قصتى القصيرة ( طريق اعرج ) على مدونتى قرأها احد الاصدقاء وسألنى لماذا التركيز على موضوع الجنس فى شخصية حسن بطل القصة ؟ فأجبته الجنس بالنسبة للمختلف هو اثبات لأنسانيته وتأكيدا لهذه الأنسانية المهدرة ففى حين يرى السوى فى الجنس شيئا حيوانيا الا ان المختلف يعتبره قمة التأكيد على الأنسانية فبممارسته للجنس مع السوى اصبح على قدر المساواة وأقترب أشد أقتراب من السوى وبالتالى دنا من قطيع الاغيار واصبح جزءا منه .
وبهذه الرؤية أستطيع أن أحلل محورية الجنس فى حياة قناوى ففكرة الحرمان تبدو سطحية جدا حين نتعامل مع المعاق على أنه شخص مريض نفسى ولكن الجنس لديه درع واقى من الشعور بالدونية والامتهان الذى يلاقيه بصفة يومية . فكانت هنومة هى بوابته الى عالم الأسوياء والأنخراط بينهم بندية . ولعلك تسأل ولماذا هنومة بالذات لماذا لم تكن أى شخصية نسائية اخرى فى الفيلم مثل حلاوتهم مثلا او أى من زميلات هنومة الاخريات ؟ والاجابة هى ان المعاق فى رحلته المستحيلة لبلوغ السواء يبحث فى اقصى نماذج الكمال ليقترن بها كوسيلة لترسيخ فكرة السواء لديه ولتجعل هذه الصورة الصارخة من السواء أى نقيصة او عيب فى جسده متواريا ومستورا فالمعاق قد اقترن بصورة شبه مطلقة للسواء
هنومة هى أجمل الفتيات واكثرهن أثارة ومطمع لأبوسريع نموذج الرجل الكامل , وبالتأكيد ليست خرج بيت , فأن اقترن بها قناوى كانت له جسرا قويا ومتينا الى دنيا السواء وكانت برهانا للأغيار أن يعاملوه بمساوة وندية .
فى أحد مشاهد الفيلم يعلق قناوى ثلاث نسخ لصورة واحدة بأوضاع مختلفة مرة بالشكل الصحيح ومرة بالجنب ومرة مقلوبة ثم ينظر الى الصورة التى علقها بالشكل الصحيح والسليم ويرسم على ذراع الفتاة جردل كالتى تستخدمه هنومة فى بيع المياة الغازية ويبدأ فى أحلام اليقظة ويسرح بخياله فى تصور السواء فقط من خلال هنومة .
الصورة بالشكل السليم ومعها الجردل تحمل دلالات وكأن السواء ارتبط بهومة وجردلها هو هويتها ,فى حين أن الصورتين وهما نفس النسخة, ليستا على الوضع السليم وبالتالى لا يستحقان ان يصبحا هنومة ولا يستحقان جردل هنومة .


نقطة أخرى فى الفيلم وهو لماذا كان قتل هنومة او بالأحرى محاولة قتلها حتميا بالنسبة لقناوى ؟ وهل كان قتله لها - على أعتبار أن محاولة القتل بالنسبة لى فى الفيلم تعنى القتل الفعلى - كان نتاج لحاله جنونية ناتجة من من حالة وله شديد حينما تأكد بأستحالة التواصل معها ؟ ام أن الأمر له بعد درامى اخر ؟
فى رائى انه يجب ان ننظر لمحاولة قتل هنومة نظرة وجودية بعض الشىء .
ففى الوقت الذى كانت هنومة تمثل لقناوى جسرا متينا صلبا لعبوره لعالم السواء بقبولها له كانت ايضا حجرا ربط فى ظهره ليغوض به الى أعماق الدونية بسرعة الصاروخ . كان رفضها له اشد دليل بأستحالة التواصل بندية مع الأغيار ولذلك كان قتلها واجبا بالنسبة لقناوى ففى حياتها تأكيدا صارخا على عدم مساواته للأغيار . قناوى لم يلحظ الفارق بين جسم هنومة وحلاوتهم ولا الفارق فى طول ولون الشعر كل ما كان يهمه ان يتخلص من دليل فشله على التواصل مع دنيا الأغيار . كان قتل هنومة حتميا له فلقد أصبحت قيدا له لن يتخلص منه الا بقتلها .

بقى أن اقول ان الفيلم قصة و سيناريو ( عبد الحى اديب ) حوار ( محمد ابو يوسف )
موسيقى تصويرية (فؤاد الظاهرى ) وأنتاج ( جبرائيل تلحمى )




هناك 9 تعليقات:

زمان الوصل يقول...

عجبتنى فعلا هذه المشاهده المختلفه لفيلم طالما شاهدته دون هذه النظره الخاصه .. و اندهشت فعلا حين عرفت ان مدّة الفيلم 65 دقيقه فقط رغم أنّه يبدو أطول بكثير !! سأنتظر مشاهدته التاليه :)

قلم جاف يقول...

حاشية صغيرة : "هند رستم" هي في اعتقادي محدودة الموهبة ، بل إن موهبة "فريد شوقي" في التمثيل أكبر!

ِوحيد جهنم يقول...

العزيزة زمان الوصل / تحياتى لك
فعلا الكثافة فى الفيلم لا تجعلك تشعرين انه فيلم قصير من فرط تلاحق الاحداث ورمزيتها بالنسبة للمشاهدة المختلفة للفيلم فهذه هى سمة الاعمال الجيدة ان تختلف مشاهدات المتفرجين بغض النظر عن عن وحدة الاحداث فلا توجد رؤية خاطئة بل كل المشاهدات صحيحة

ِوحيد جهنم يقول...

العزيز قلم جاف / تحياتى
اتفق معك فى كون هند رستم محدودة الموهبة وربما اختلف معك فى ايهما اقل موهبة فريد ام هند
ولكن يبقى امر هام ان كلاهما قد اديا المطلوب منهما فى الفيلم وان المخرج المبدع هو من يجعل من الفسيخ شربات
احترامى ومودتى

Crazy Sky يقول...

لن أعلق على تحليلك الرائع والدقيق لفيلم من أروع افلام السينما المصرية ولكن هو سؤال راودنى أثناء قرائتى لهذه التدوينة والتدوينة السابقة : من وجهة نظرك ما هى الطريقة الافضل لمعاملة شخص مختلف او معاق " كما شرحت قبل ذلك فالاخلاف بين الاثنين جوهرى وليس ظاهرى لذلك فهما متشابهان ظاهريا".
بصراحة لم أعد أعرف ماذا أفعل مثلا لو كنت في وسيلة مواصلات وقابلت شخص مختلف , فلو قمت من مكانى لاجلسه " ده طبعا لو كان ربنا وفقنى وقعدت" فهذا بالتاكيد سيشعره باختلافه ولو عاملته كما عاملت الاسوياءبأنى تجاهلت اعاقته فسوف أقابل بوابل من النظرات القاتلة وتلقيح كلام تقيل لا احب سماعه هذا بالاضافة لتأنيب داخلي .فماذا أفعل علما بأنى عادة لا أقوم سوى للعجائز او لشخص يحمل طفلا رجلا كان او امراة . وبالطبع ليس الغرض هو التحدث عما يحدث في المواصلات فهذا ليس سوى مثال بسيط

ِوحيد جهنم يقول...

عزيزى السماء / تحياتى لك
انت فين يا راجل اشتقت لك ولتعليقاتك
اتمنى ان تكون بخير
صدقنى يا عزيزى المعاق و المختلف كلاهما ليسا فى حاجة الى شفقة او احسان فكما نوهت وان كان من بعيد فأن الشفقة من السوى للمعاق ما هى الا اسهم تنز فى لحمه
عامله كما تعامل السوى ودعك من النظرات وقر عينا فما تفعله صوابا , لا تقف له وتمنحه كرسيك فى الاتوبيس دعه يشعر بالمساواة ودعه ان حصل على كرسيه يشعر بنشوة الانتصار فى الحصول على شيىء من عالم السواء شأنه شأن الاغيار

تحياتى ومودتى

Alexandrian far away يقول...

بحق هذا أعمق تحليل قرأته في حياتي لفيلم سينمائي- وقد قرأت الكثير- وتحليلك لشخصية المختلف وعلاقته بالأغيار يستحق الكثير والكثير من التأمل, بل أؤكد أن رؤيتي أختلفت تماما بعد قراءة هذه التدوينة والسابقة عليها

أشكرك

Alexandrian far away يقول...

للمتابعه

ِوحيد جهنم يقول...

العزيز ياسر
كلماتك تجعل معنوياتى تناطح النجوم اشكرك يا عزيزى على كلماتك الرقيقة واعتز بها