الثلاثاء، 29 يوليو 2008

صراخكم سهام فى اذناى

فى مصر الناس يساوون فراخا . اعتذر ......... ان الفراخ فى بلدنا اقيم واغلى من ارواح المصريين . الف واربعة وتلاثون انسان اغرقوا فى غياهب البحر بنفس البساطة التى قد تشعل فيها سيجارتك فى ليلة ربيعية مقمرة . غرق الناس وهرب الجناة مبرهنيين ان هذه الدولة قد اكل السوس عظامها ولم يتبق الا ظلالها . حادثة العبارة السلام 98 ستظل عار على كل مصرى فينا شاهد وعاصر هذه الفاجعة ولم يتأثر ولم يصرخ ولم يتألم . اكاد اسمع صرخات اطفال صغار كانو من ركابها . يصرخون ماذا جنينا يا وطن كى تغمد فينا الاحلام خناجر فى قلوبنا . ماذا جنينا ياوطن كى توأد فينا الاضواء وتسكن فى اجسادنا ظلمة بحر غدار وكره لوطن كان يصوغ حلمنا . كنت اظننى قد مات فى ضميرى احساسى بالاخر لكن صراخ البسطاء والاطفال والنساء ظل يعلو فى اذناى مرددا يامن قلبه قد من صخر ماذا فعلت ونحن نغرق فى البحر باهمالنا ولامبالاتنا ؟ اتذكر الان يا احباب ........... حين كنتم تحاربون الامواج العاتية كنت انا اشاهد و احتفل بنصر فريقنا القومى فى كأس الامم الافريقية . حين كنتم تبكون مستنجدين بنا كنا نحن نغنى وننشد لانحفل بكم وبنا.

انا اعرف الجناة يا احبة. اعرفهم معرفة يعقوب ليوسف . فانا عاشرتهم طيلة سنوات حياتى لحظة لحظة . خبرتهم وفطنتهم من زمن بعيد . واراهم الان امامى يجولون فى الطرقات غير مباليين لكم وانتم تنهشكم اسنان الاسماك الضارية . انهم كثيرون جدا يا احباب فى ربوع ما كانت مصر يقطنون . . هل افاجئكم ان قلت اننى احد الجناة ؟ نعم انا احدهم وان كان من حكم على الجناة فليبدوأ بى انا . ملعونة كل القيم والاخلاق والمبادىء ان كان قتل اكثر من الف انسان لا يحرك فينا ساكنا

ليجلس كل مصرى فى لحظة يختارها بنفسه وليتذكر جيدا انه فى يوم من الايام كان يهلل ويصرخ فرحا وطربا لمنتخب بلاده فى الوقت الذى كانت صرخات اكثر من الف مصرى تعلو السماء وتملأ السكون ألما وقهرا . ايها المصرى ان كنت لا تعلم فتلك مصيبة وان كنت تعلم فالمصيبة اكبر.

ليست هناك تعليقات: