الخميس، 31 يوليو 2008

رائعة فاروق جويدة ( ملعون يا سيف اخى )

لم اكل شيئا
منذ بداية هذا العام
والجوع القاتل يأكلنى
يتسلل سما فى الاحشاء
يشطرنى فى كل الارجاء
ارقب اشلائى فى صمت
فأرى الاشلاء بلا اشلاء
من منكم يمنحنى فتوى باسم الاسلام
ان اكل ابنى
ابنى قد مات
قتلوه امامى
قد سقط صريعا
بين مخالب جوع لايرحم
بعد دقائق سوف اموت
ودماء صغيرى شلال
يتدفق فوق الطرقات
اعطونى الفرصة كى انجو
من شبح الموت
لا شىء امامى اكله
لا شيىء سواه
لا تنزعجوا
لست بمجنون او قاتل
فأنا صليت الفجر ورب الكعبة عشر سنين
لم اترك فرضا
وكثيرا ما أقرأ وحدى
ورد الصوفية كل صباح
وكثيرا ما يسبح قلبى بين القران
وانا والله اصوم ويسحرنى
قبس من نور فى رمضان
واهيم وحيدا
حين يطل على قلبى نور الرحمن
وانا والله اخاف الله
واخشى يوما تنكرنى فيه قدماى
او يسأم جفنى من عينى
وتثور غلى صمتى شفتاى
او يهرب وجهى من وجهى
وتموت على جفنى عيناى
قد جئت الان لاسألكم
اقتونى باسم الاسلام
ان اكل ابنى
انى والله ابوه واعرف امه
اشهد والله بان امراتى
ماكانت يوما زانية
كى تزنى فيه
ولدى من صلبى اعرفه
من لون الشعر الى قدميه
وجها هو يحمل لونى
منذ رأيت حقول القمح
تضىء الفجر على عينه
هو يحمل لون الشعر
وان كانت اطياف الضوء
تطارد شبح الليل على رأسى
هو يحل اوصاف شبابى
لكنى اشهد ان وليدى
كان عنيد الحلم فلم يحمل
فى يوم شيئا من يأسى
وهناك على الصدر علامة
وطن مغتصب وكرامة
لم انجب غيره
قد عشت اخاف سحابة حزن
واجهل خطوة اقدامى
فلماذا انجب والدنيا
وطن مصلوب الجدران
انى انسان
احمل اوصاف الانسان
اتكلم
احلم امشى وابكى
او اكتب شعرا
حين يطل على عينى وجه الاحزان
لكنى لا املك وطنا
لا بيت لدى ولا عنوان
تلفظنى كل الابواب
تصفعنى كل الاعتاب
فأنا مكروه مرفوض فى كل كتاب
كل الابواب امام العين
يحاصرها شبح الحراس
فأنا محسوب بين الناس
لكنى شيىء غير الناس
احببت صغيرى
حملته يداى واسمعنى
احلى الضحكات
ولدى قد مات
احمله الان على صدرى
اشلاء , رفات
كم كنت اصلى فى عينيه
ويغمرنى ضوء الصلوات
كم كنت احدق فيه
فألمح عمرى بين يديه
كم كنت اصلى الفجر
ويشرق نور الخالق فى عينيه
كم كنت اراه الوطن القادم
من اشلاء الوطن المهزوم
كم كنت اراه واسمعه
يبكى فى الليل
فأسمع فيه صهيل الخيل
وألمح فيه الفرس الجامح
يتهادى فوق الاسوار
اراه المارد يخرج
بين سواد الليل خيوط نهار
ويقول كلاما افهمه
لكنى ابدا لاأحكيه
اعرفتم كيف نقول كلاما فى الاعماق
ونخشى يوما ان نحكيه
ولدى من زمن يسكننى
وانا من زمن اسكنه
قد عاش زمانا فى صدرى
والان تكفنه عينى
فدعونى اكل من ابنى
كى انقذ عمرى
ماذا اكل من ابنى ؟
من اين سأبدا؟
لن اقرب ابدا من عينيه
عيناه الحد الفاصل
بين زمان يعرفنى
وزمان اخر ينكرنى
لن اقرب ابدا من شفتيه
شفتاه نبى مصلوب
برسالة نور يهدينى
وبريق ضلال يجذبنى
لن اقرب ابدا من قدميه
قدماه نهاية ترحالى
فى وطن عشت اطارده
وزمان عاش يطاردنى
ماذا اكل من ابنى ؟
يازمن العار
تكتب اشعارا فى الفقراء
وفى البسطاء
وحق الثورة والثوار
تتشدق عن زمن الصاروخ
وعصرالعلم
تتباكى عن حق الانسان
شذوذ الجنس ومرضى الجنس
وحق الشورى والاحرار
تكفر بالله
تبيع الارض تبيع العرض
وتسجد جهرا للدولار
لن اكل شيئا من ابنى يا زمن العار
سأظل اقاوم هذا العفن
لاخر نبض من عمرى
سأموت الان
لينبت مليون وليد
وسط الاكفان على قبرى
وسأرسم فى كل صباح
وطنا مذبوحا فى صدرى
حاربت كثيرا اعدائى
لم اهزم منهم
حاربنى ظلى
حاربنى سيفى ياللعار
تسلل فى ظلمة ليل
كى يسكن جنبى
حاربنى قلبى
كيف الشريان تنكر يوما خادعنى
وغدا سكينا فى قلبى
فأخى فى الله وباسم الدين
وباسم محمد
يقتلنى فى غرفة نومى
ابنى قد مات بسيف اخى
وغدا سأموت بسيف اخى
ملعون يا سيف اخى
فى كل كتاب
فى التوارة
وفى الانجيل
وفى القران
ملعون يا سيف اخى
فى كل زمان
ملعون يا عار اخى
خوفا من صدر المحكومين
وبطشا من ايدى الحكام
ملعون يا سيف اخى
ماذا ابقيت من الدنيا
وعيون صغيرى بعض حطام
رحم موبوء جمعنا
خانتنا كل الارحام
ماانت اخى
قد جئت سفاحا يا ملعون وابن حرام
ملعون يا وجه اخى
فدمى يتحلل فى الانقاض
وبين الموتى والايتام
ملعون يا سيف اخى
سيف يتعبد للسفهاء
ويسحقنا تحت الاقدام
من منكم يمنحنى فتوى بأسم الاسلام
ان اقتل يوما جلادى
واحطم كل الاصنام

ليست هناك تعليقات: