الخميس، 31 يوليو 2008

الارادة والتغيير

حتى وان كان هناك تغيير مقبل فى لحظة ما تتقابل فيها الارادة البشرية مع الاقدار السماوية , اقول حتى وان كانت هذه قناعتنا هذه الايام فلابد لنا ان نكون مهيئين لذلك التغيير .
اولا كيف يأتى التغيير ؟ وهل يستلزم التغيير مسبب خارجى لتفعيله ؟ ام ان الامر كله متعلق بالارادة وحدها ؟ وان كان الامر يتعلق بارادتنا وحرية تفكيرنا وقدراتنا فى احداث تغيير ما فى الشأن السياسى او الاجتماعى او حتى الشخصى , هل هذا وحدة يكفى لاحداث التغيير ؟ كل هذه اسئلة لابد من الاجابة عليها اذا ما ارادنا بحث امكانية التغيير فى مجتماعتنا المتخلفة .
ان الشيىء الثابت لدينا فى هذه الحياة وغير قابل للتغيير هو قانون التغيير ذاته , ذلك امر منتهى وناموس جبل عليه البشر منذ الازل . فاذا اردنا يوما فى نسف وضع ما ظننا انه ثابت وغير متحرك يجب ان تتغير قناعتنا وايماننا ان هذا الراسخ الراكد غير قابل للتغير. الانسان عندما يهم بفعل شيىء ما ( اقول اى شيىء ) يحركه شيئان .
الاول هو الارادة الحرة التى تمليها عليه قيم الحرية والانسانية*** .
والثانى مدى اقتناعه بممارسة حقه فى هذه الارادة الحرة ***.
اذا نحن لدينا عاملان يعملان عمل الوقود فى المحرك لا نستطيع ان نعزل احدهم على الاخر فلا يستطيع اى وقود ان يدير محرك التغيير وحده بل وجب على الامران ان يعملان جنبا الى جنب ولا يسبق احدهم الاخر . فوجود الارادة ملازم للاقتناع باحقيتنا فى ممارستها . ونحن اذا ارادنا تغييرا فى وضع ما وبعد تحقيق هذان العاملان الوجدانيان السابق الاشارة اليهما وجب علينا تحقيق عامل اخر لا يقل اهمية عن الاخران. هذا العامل متعلق بمن يقدر على التغيير .
اضرب لكم مثال على ذلك : تخيلو معى محتمعا ما فى زمن ما مورست ضده كافة انواع الاقصائية والتكبيل الفكرى وتحجيم الارادة هل هذه البيئة قادرة على خلق تغييرا ما وقتما ارادت واقتنعت باحقيتها فى التغيير ؟ الجواب عندى هو لا . اذا المشكلة تبدأ فى انشاء او خلق بيئة تحوطها قيم الحرية والايمان بها وهذه البيئة مكانها النشىء الصغير الذى لم تلوثه قيم الخضوع والخنوع والوضاعة والانصياع اللامنتهى . اذا تخيلنا معا الاتى فيمكننى ان اجزم ان التغيير ممكن تحقيقه . والاتى هو :
على مستوى الاسرة/ التخلص من كل القيم السلطوية التى تمارس على الابناء من الاباء والامهات , والاستعاضه عنها بقيم الحرية وابداء الرأى واحقيته والايمان بقيم الديمقراطية فى الامور المتعلقه بالشأن الشخصى عند الاولاد
على مستوى التعليم/ التخلص من القيم السلطوية من قبل المدرس على الطلاب فى المدارس والنزول الى القناعة ان المدرس ليس اله وما هو الا بشر مثله مثل الاخرين وبث القيم الديمقراطية فى نفوس الطلاب عن طريق اظهار الواجبات والحقوق المتساوية فيما بينهم وبين المدرس.
على المستوى الاجتماعى والاقتصادى / الحق فى ابداء الرأى والممارسة الديمقراطية ووضوح محددات العملية الديموقراطية لدى النشأ الصغير .
اتخيل لو تم ذلك فبعد تلاثون او اربعون عاما علىالاكثر سيكون لدينا مجتمعا يتمتع بحرية الارادة والقدرة على التغيير وقتما يشاء .

هناك 5 تعليقات:

PerceptionsAndThoughts يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
PerceptionsAndThoughts يقول...

عاجبني المقال جدا

لأنك نجحت في تكثيف فكرتك و اسلوب واضح و صريح

فبالتالي الفكرة بتوصل لعقل القارئ بسرعة

ِوحيد جهنم يقول...

مشكوره كوتى على مرورك الجميل اتمنى لك السعادة تحياتى لكى

غير معرف يقول...

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وكما تعلم فإن فاقد الشئ لا يعطيه , فكيف إذن أتخلص من القيم السلطوية التى زرعت فى على مدار هذه السنوات ولا أتعامل بها مع أبنائى , إن التغيير الذي تتحدث عنه يجب أن يحدث لنا أولا ومن ثم نستطيع أن نحدثه في أبنائنا , لذلك فإن تخيلاتك لن تحدث إذا ما استمر الحال كما هو

ِوحيد جهنم يقول...

تعجبنى هذه الاية جدا , وهذا هو مربط الفرس يا صديقى . ولكن ان تؤمن بحتمية التغيير فهذا فى حد ذاته تغير , وبمجرد ايمانك بحتمية التغيير ستجد نفسك تتعامل مع ابناءك من هذا المنطلق , المدرس فى فصله على سبيل المثال حتى وان مورست عليه ديكتاتوريات العالم كله ما ان يؤمن بهذه الحتمية حتى يجد نفسه يتعامل مع طلابه بروح المساواة والحرية والديموقراطية . سيجد نفسه ملزما فى تنفيذ عملية الانتخاب داخل الفصل بمنتهى الديموقراطية ولا يقصى احد , سيجد نفسه ملزما بمسح السبورة مثله مثل اى تلميذ اخر لانه مؤمن بالمساواة , وسيجد نفسه يفسح المجال لراى طلابه ولا يقصى اراءهم حتى وان لم تكن على هواه . الايمان يحتمية التغيير يا عزيزى سما هو ما يجعلنا مؤهليين له
مشكور سما على مرورك