الاثنين، 4 أغسطس 2008

رواية الجزء الخامس

انهى عمله مبكرا , اخذ نصف يوم اجازة , لم يأخذ من قبل اجازة , كان يريد ان يقضى كل الوقت مع عايدة , وصل الى عمارتها ووجد نفس الرجل , اها انه البواب كيف لم ينتبه الى هذه الحقيقة الا الان ؟ , دائما يشعر انه غبى ,
" اريد ان اشترى شقة فى الدور الثالث "
" يا استاذ قلت لك ان الدور الثالث اهل "
" اعلم , اريد ان اشتريها من صاحبها باى سعر "
" هناك شقتان , شقة مدام عايدة وشقة الحاج مختار "
" متى استطيع ان اقابل الحاج مختار هذا ؟"
" ولماذا لا تقابل مدام عايدة انها تعيش وحدها مع امهاواخويها وربما تبيع الشقة , اما الحاج مختار فلا اظنه سيوافق على البيع ؟"
" لا اريد ان اتعامل مع نساء ,. انت تعلم اساليبهم "
" ماذا تريد الان ؟"
" اريد ان اقابل الحاج مختار , هل هو موجود ؟"
" كلا , فى الخارج الان سيعود بعد صلاة العصر "
" حسنا ... ساتى له بعد صلاة العصر , اسمع , مااسمك ؟"
" محمود "
" ان نجحت فى شراء الشقة سأعطيك ضعفى ما يأخذه اى سمسار فى هذه المنطقة "
" ربنا يحفظك يا باشا , ان شاء الله مقضية البيعة "
التف حسن مبتعدا , ثم توقف وعاد الى محمود واعطاه ورقة بعشرين جنيه ,
ينفق ببذخ حسن هذه الايام , هو مصمم على شراء الشقة وبأى سعر يطلبه الساكن , هذا ما نواه فى الليل , ذهب الى مقهى قريب , يلمح باب العمارة بطرفه , فيلم سخيف فى التلفاز , لا يدرى لماذا يتعب اهل السينما انفسهم فى صنع افلام تزيد الناس بلاهة على بلاهتهم , تابع جزء منه ولم يقدر على المواصلة , بين الحين والاخر كان ينظر الى باب العمارة والى ساعته , العصر امامه ثلاث ساعات ونصف , , شعر بالجوع بعد ساعتين , لن يغادر مكانه بحثا عن طعام الان , سينتظرها , لماذا لم تأت ؟, المفترض ان تصل منذ نصف ساعة او اقل , هل اخطأ فى العنوان ؟ هل هذا منزلها ؟ يالا الجنون البواب اشار الى اسمها منذ ساعتين , اللعنة على الانتظار , دائما ما يكره الانتظار , جرسون المقهى ينظر اليه , سيطلب مشروب اخر وينتظر , فى الحالات الطبيعية كان حسن يسرح بخياله الخصب وينسج نسيجا فريدا من احلامه يقتل الوقت قتلا , ام الان فلا يستطيع ان يحلم كعادته , لا يدرى السبب , حسنا هاهو اذان العصر , بقى القليل , انتظر نصف ساعة اخرى وعاد الى العمارة , لم يجد البواب , تلفت حوله و لم يجد احد , قرر ان يصعد الى الدور الثالث , درجات السلم مريحة جدا على العكس من سلم بيته , وصل الى الطابق , اى شقة هى شقة الحاج مختار , طرق على باب احداها, انتظر قليلا , وجدها امامه , خفقان قلبه الان سجل معدلات قياسية ,
" حسن "
" ااااااااا"
" ماذا تفعل هنا؟ "
" الحا اااا الحاج ممم مختار "
" الحاج مختار!!!! هل تريد الحاج مختار ؟"
اومىء برأسه لم يستطع ان يجيب, ليستغل لغة بدنه ان عجزت لغة لسانه عن التعبير عما يريد ان يقوله
" الحاج مختار فى الشقة المقابلة يا حسن , ولكن فى ماذا تريده ؟"
" عييييندى مووعد معه "
" حسنا , الا تتفضل عندنا بعض الوقت يا حسن "
" ششششكرا"
انتظرت قليلا حتى ابتعد الى شقة الحاج مختار ثم اغلقت الباب برفق , كيف لم يرها ؟ ياله من ابله , هل عميت عيناه الى هذا الحد ؟ ماذا كانت ترتدى ؟ المفاجأة اقوى من قدرته على الملاحظة , انه يغرق فى عرقه وكأنه فى الظهيرة , ظل واقفا فى مكانه وخيل اليه انها تنظره من عين زجاجية فى الباب , تلفت لم يجد شيئا على بابها , طرق على باب الحاج مختار وانتظر , لم يفتح احد الباب , عاود الطرق مرة اخرى ولكن لا مجيب , ماذا يفعل الان ؟ لا يعلم , وقع اقدام احدهم يصعد السلم , رجل قصير يرتدى بدلة سفارى ينظر اليه فى تساؤل ,
" الحاج مختار "
" من يريده ؟"
" انا اريده , حسن شريف الكاتب "
" انا الحاج مختار , اية خدمة ؟"
" استئذن حضرتك فى دقائق من وقتك "
" حسنا "
دخلا الشقة المتواضعة , وجالسه الرجل وعزم عليه بمشروب ,
" خير يا استاذ"
" خير ان شاء الله ..... انا اريد ان اشترى هذه الشقة منك "
" شقتى هذه "
" نعم "
" ليست للبيع يا استاذ "

" يا حاج قل ما تريده ثمنا فى هذه الشقة وازيدك عليها ؟
" هل تعلم ثمن هذه الشقة الان ؟"
" ايا كان السعر ساكون قادرا عليه ان شاء الولى عز وجل "
" والله لا ادرى يا بنى "
" اسمعنى يا حاج .... لقد سألت عن سعر المتر فى هذه المنطقة وقيل لى انه الفان فى المتر الواحد, انا سأعطيك ثلاثة الاف والدفع فورى بدون مماطلة "
" ولكن لماذا هذه الشقة بالذات هناك شقق اخرى فى الشارع افضل من هذى وستحصل عليها بسعر اقل "
" انا ارتحت الى هذه العمارة يا حاج والحقيقة انا لدى مطلب بهذه الشقة بالذات لانها قريبه من مكان عملى كما انها ليست فى طابق مرتفع , وكما تعلم لا اقو على الصعود كثيرا "
" لكن اين سأذهب ان تركت شقتى ؟"
" اسمع يا حاج انا قلت لك سأدفع ثلاثة الاف فى المتر حسنا انا اقل لك الان اننى سأدفع اربعة الاف فى المتر واعتقد ان المبلغ كفيل بشراء ماتريد وفى اى وقت "
" ومتى تريد ان تتم البيع ؟"
" غدا اتى اليك بالمبلغ "
" غدا!!!!"
" وبعد غدا استلم منك الشقة "
الله المستعان "
" الى غد يا حاج "
حسنا يا بنى "



انهى حسن اجراءات الشراء ودفع للحاج مختار سعرا خرافيا واستلم شقته بعد يومين فقط , الان سيهنىء حسن بقربها ,

ليست هناك تعليقات: