الاثنين، 11 أغسطس 2008

جويدة هذى بلاد لم تعد كبلادى


كم عشت اسأل :أين وجه بلادى؟

أين النخيل وأين دفء الوادى ؟

لا شيىء يبدو فى السماء امامنا

غير الظلام وصورة الجلاد

هو لا يغيب عن العيون كأنه

قدر كيوم البعث والميلاد

قد عشت اصرخ بينكم أنادى

أبنى القصور من تلال رماد

أهفو لأرض لا تساوم فرحتى

لا تستبيح كرامتى ..وعنادى

أشتاق اطفالا كحبات الندى

يتراقصون مع الصباح النادى

أهفو لأيام توارى سحرها

صخب الجياد ..وفرحة الأعياد

اشتقت يوما ان تعود بلادى

غابت وغبنا وأنتهت ببعادى

فى كل نجم ضل حلم ضائع

وسحابة لبست ثياب حداد

وعلى المدى اسراب طير راحل

نسى الغناء فصار سرب جراد

هذى بلادى تاجرت فى أ رضها
وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبقى من صخب الجياد سوى.... الأسى
تاريخ هذه الأرض بعض جياد
فى كل ركن فى ربوع الوادى
تبدو أمامى صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع ارضها
حملت سفاحا فاستباح الوادى
لم يبقى غير صراخ امس راحل
ومقابر سأمت من الاجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا
بالقهر ...والتدليس ...والأحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد
ماعاد فيها صوت طير شادى
تمضى بنا الاحزان ساخرة بنا
وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيىء تكسر فى عيونى بعدما
ضاق الزمان بثورتى وعنادى
احببتها
احببتها ... حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغض للاوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب
وصراخ ارض فى لظى استعباد
لا تسألونى عن دموع بلادى
عن حزنها فى لحظة استشهاد
فى كل شبر من ثراها صرخة
كانت تهرول خلفنا وتنادى
الافق يصغر والسماء كئيبة
خلف الغيوم ارى جبال سواد
تتلاطم الامواج فوق روؤسنا
والريح تلقى للصخور عتاد
نامت على الافق البعيد ملامح
وتجمدت بين الصقيع ايادى
ورفعت كفى قد يرانى عابر
فرأيت امى فى ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها
كوداع احباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا
تتزاحم الاجساد فى الاجساد
حتى الشهادة راوغتنى لحظة
واستيقظت فجرا اضاء فؤادى
هذا قميصى فيه وجه بنيتى
ودعاء امى .. كيس ملح .. زادى
ردوا الى أمى القميص فقد رأت
مالا ارى من غربتى ومرادى
وطن بخيل باعنى فى غفلة
حين اشترته عصابة الافساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا
للجوع تصرخ فى حمى الاسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا
والعمر يبكى والحنين ينادى
مابين عمر .. فر منى هاربا
وحكاية يزهز بها اولادى
عن عاشق هجر البلاد واهلها
ومضى وراء المال والامجاد
كل الحكاية انها ضاقت بنا
واستسلمت للص والقواد
فى لحظة سكن الوجود
تناثرت حوالى مرايا الموت والميلاد
قد كان اخر ما لمحت على المدى
والنبض يخبو .... صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله
وعلى امتداد النهر يبكى الوادى
وصرخت والكلامات تهرب من فمى
هذى البلاد .... لم تعد كبلادى



ليست هناك تعليقات: