الأحد، 3 أغسطس 2008

رواية الجزء الرابع

" انى حبلى "
هكذا قالتها هناء , كان المفترض ان يكون سعيدا بهذا الخبر , هاهو امتداده فى هذا العالم قد نوه عن القدوم , لكن حسن لم يكن سعيدا كما لم يكن حزينا , حقيقة لم يعرف مشاعره حين سمع هذا الخبر , ربما هو نفس الشعور حين تقول له هناء
" انا جوعى "
لم يبد اهتماما لمقدم الضيف الجديد , لا يعنيه كثيرا , نفس جديدة تأتى حيرى الى الغابة , هذا كل الامر
" اذهبى الى امك "
بعد اسبوع من هذا الخبر قالها , الامر لا يحتمل ان نزيده بشاعة فوق بشاعته الطبيعية , هناء بجسدها المترهل حبلى , ياالله .... كلا فلن يحتمل رؤية المسخ وهو يزداد قباحة , هل هناء فعلا قبيحة ؟ يراها قبيحة طيلة الوقت على الرغم من تأكيدات امه المرحومة من قبل ان هناء جميلة الجميلات .
يشعر الفتى بالراحة حين ذهبت الى امها , سيصلها ماتريد ويزيد كل يوم , حتى تضع حملها , لم يكن حسن من اولئك الناس الذين يطيلون التفكير فى اناس لمجرد انهم مقربين منه قرابة لايد له فيها , انه يحيا وحيدا حتى فى رعايته لمن وجب عليه رعايتهم , ربما لو كانت امه حية ترزق الان لفعلت به الافاعيل من جراء فعلته النكراء , لكن امه قد غادرت الغابة ومازال هو فيها , فليفعل مايشاء ويرنو, كلمته ام هناء عن سبب قدوم ابنتها لها قبل الولادة بسبعة اشهر , تلعثم كالعادة , كانت العبارة الوحيدة الواضحة من كلامه
" عندك افضل لها "
لم يأبه لامها كثيرا , الان خلى عليه البيت , وقد رحم عينيه مما يراه يوميا . اليوم عطلة رسمية , غدا عايدة وجمالها الاخاذ, لينعم بأحلامه الان دون مقاطعة غير مسئولة لحلمه .وليصول ويجول فى دنيا خيالاته يحطم من يشاء ويكرم من يشاء , كان الها فى احلامه اذا اراد شيئا حلم به فكان .



كان يوما شاقا فى عمله , ما هذى الرطوبة الشديدة , يتصبب عرقا طوال الوقت , نفدت مناديله الورقية , فى مثل هذا الطقس لا يستطيع حسن ان يحلم كما يشاء , ولا يستطيع ان يراقب عايدة بنظراته الخفية ,يزداد حنقا كلما تصبب عرقا , لعل عنده املاح فى جسده , نظر فى نهاية الممر وجده هناك واقف فى اعتداد وثقة , مهندم متناسق القوام رياضى الجسد , وسيم الطلعة ,جاءمرة اخرى , مالذى يريده منها , يقترب منها وعلى وجهه ابتسامه واثقة, تبادله الابتسام , عايدة رائعة عندما تبتسم , تشعرك وكأنك تجلس فى غرفة مكيفة حتى وان كنت فى قيظ اغسطس الخانق, يتبادلان بعض الكلمات , يتوتر حسن اكثر , يصيح فى وجه احدهم بشىء لا يتذكره , يذهب الرجل ويغادر المصلحة , لم يأتى لشيىء سواها , وحدها هى من جعلته يأتى لهذا المكان الحقير ,انتهى اليوم . هل واعدته ؟ هل سيتقابلا فى مكان اخر ؟ هل اعجبت بوسامته وجسده ؟ ماذا قال لها ؟ وماذا قالت له ؟ اسئلة اجتاحت رأسه وعصفت باستقراره المعهود, ماهذه الكأبة التى حلت على وحهه ؟ حاول ان يصرفها من عقله , لم يفلح كالعادة ,اصبحت عايدة من مكونات دماغه , لو اراد ان يستغنى عنها فليستغنى عن دماغه, قبل ان يغادر حصل على عنوانها , ولاول مرة لا يذهب الى بيته مباشرة , جلس على مقهى قريب من المصلحة , اعتدل الطقس قليل , بعد ساعة او يزيد غادر , اشار لتاكسى ,
" اريد ان اذهب لهذا العنوان "
" اركب يا باشا "
لم يكن يستمع لم يقوله السائق , دائما ما يتحدثون هؤلاء الناس , كان يومىء برأسه بين فينة واخرى , التاكسى مريح ربما سيتخلى عن توجيه امه وقناعاتها الغبية ويذهب بالتاكسى لعمله كل يوم , هاهو يراها امامه تنظر اليه , مازال يرهبها ومازال لها تـأثير خارق على افعاله , اغمض عينيه , وصل اخيرا , سبعة جنيهات فقط , لم يناقش السائق وهو يعلم انه بالغ فى التسعيرة , منزل رقم 14 , لعله فى اخر الشارع , كلا ليس هذا هو المنزل , سأل عن رقم 14 قيل له فى اول الشارع , ذهب الى اول الشارع , لماذا لم يشعر بالتعب حتى الان ؟ حسن كان يلفظ انفاسه كل يوم فى منزله من جراء التعب الا انه الان لم يشعر بالتعب , فقط تعب السير المعتاد , ها هو المنزل , عمارة من ثمان طوابق, وجد رجلاعلى عتبة العمارة ,
" هل توجد شقق فى هذه العمارة للبيع او الايجار ؟"
" هناك واحده فى الدور الاخير "
" الدور الاخير ؟ !!!!"
" نعم "
نظر اليه الرجل نظرة ما ثم قال
" ولا يوجد مصعد فى العمارة "
" اريد شقة فى الدور الثالث تحديدا "
" الثالث مسكون يا حضرة "
" كم يبلغ سعر الشقة فى هذه المنطقة "
" المتر بالفان وربما يزيد فى عمارات النواصى "
" اشكرك "
" اى خدمة "
تتبعه الرجل ببصره وشاهده يرفع عينيه لاعلى , نادى عليه ,
" يا استاذ "
"ها"
هناك شقة فى عمارة فى اخر هذا الشارع فى الدور الثالث كما تريد"
" اريدها هنا فى هذه العمارة "
" الاخرى اكثر اتساعا "
" اشكرك "


عاد الى بيته , يعرف انها تسكن الدور الثالث , يريدها بجواره باقصى حد ممكن , يريد ان يشعر بها فى كل لحظة تمر عليه , يريد ان يرقبها ويلحظها ليس فقط فى ساعة العمل , وانما حتى فى ساعة الراحة ,وجد طعاما فى المطبخ , من اين جاء هذا ؟ لم يتعب ذهنه فى التفكير , انهى طعامه وجلس , هاهو التعب قد حل عليه عيناه تغمضان فى يأس , يريد ان يحلم بعايدة وهو منتبه كى يصوغ حلمه كيف اراد , لم يستطع ان يقاوم كثيرا , نام على مقعده


جاءته عايدة فى منامه , رائع هذا الفستان , ضيق عند مؤخرتها , يجعل اردافها تتنازعان الحرية , والخيط الاسود ينساب فى نشوة بين الجبلين الثلجيين , تحمل فى يدها حبلا اسودا رفيعا , تهز جسدها فيهتز قلبه , لطالما منى نفسه بهذه النظرة الماجنة منها طوال احلامه المنتبه , كان لحلم النوم ثأثيرا اكبر عليه من حلم الانتباه , اشبه بالحقيقة منه الى الخيال , تمسك يديه وتربطهما بالحبل , لا يقاوم , لا يريد ان يقاوم , هاهى تلمس يدها يديه فلم يقاوم ؟,لطمته بيدها لطمة موجعه , تبدلت ملامحها من الغنج الى الشراسة اللامبررة , لماذا دائما يضربنه فى الحلم ؟ لا يعلم , ماذا حل بنساء هذا العالم ؟ الا يوجد من يضربنه غيره؟ افاق من حلمه , منتصف الليل , خرج الى البلكونه ونظر الى الشارع والاضواء , فليكن غدا اذن , هكذا فكر حسن , وليستغل ما اوتى من مال لتحقيق صبوه , هكذا فكر حسن ,ولتتحرك الدنيا طوعا فى يديه كما تتحرك فى احلامه , هكذا ظن حسن .

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ما هى علاقة الحب بالجنس ؟ هذا هو السؤال الذي يجول بخاطرى منذ ان ظهرت عايدة .... هل يحبها حسن أم انها نموذج لامرأة جميلة كان يتمنى لو كانت زوجته مثلها , فلو كانت هناء في جمال عايدة لما نظر لها ولما اعجب بها ومن ثم فلا استطيع ان اقول انه يحبها حيث ان الحب لا يعتمد على الجمال ولكنه يفتقد تلك الانوثة الطاغية مع زوجته

ِوحيد جهنم يقول...

المشكلة هنا تنصب على الفرض والالزام يا عزيزى , المختلف يأبى ان يقتنع بما فرض عليه وهناء فرضت عليه , اما انجذابه لهناء فكان انجذاب المحروم لمايريده , النظرة الجنسية التى رأى بها حسن شخصية عايدة هو تشبيه للحالة الحيوانية التى تكتنف المعاق المنبوذ , نبذه الاخرين لسبب لا يد فيه فتدنت روحه الى الحيوانية بعيدا عن الانسانية , وكما قلت لك عزيزى لا تنسى ان الرواية من خلال عين حسن